حالة المزاج : الـجـــنـــســـ : عدد المساهمات : 248 الاوسمة :
موضوع: القصة القصيرة.. مالها وماعليها.. الثلاثاء يونيو 22, 2010 2:36 am
"ومضة " ، "لمحة" ، "طرفة" " خاطرة" " برقية"
مسميات عديدة أطلقها النقاد على القصص القصيرة، التي تكتب بطريقة قصص الستين ثانية، وهي قصص قصيرة جدا تتراوح كلماتها من كلمتين إلى 1055 كلمة تقريبا، ويعود منشؤها إلى الجيل الأوروبي ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة، ومعظم هذه القصص تورية لأحداث كبيرة تحدث على الصعيد القومي أو الدولي.
من أمثالها قصة : يوم في حياة رجل لبس مثل الدب، استراحة قهوة " للأديب ستانلي بوبين، وقصة "ثلاث قصص منزلية "للأديبة باتريسيا كرايجن
العنوان جزء أساسي
وفي هذا النوع من القصص يلعب العنوان دورا أساسيا في فك الغموض الذي يشوب القصة، كما يعتبر محورا رئيسيا في الأحداث، وهو جزء أساسي من قصص الستين ثانية .
وهذا النوع القصصي لا يهدف إلى الإضحاك إطلاقا، و إن لبس ثوب الطرافة أحيانا راسما البسمة على وجه القاريء ، و ما يميّزه هو سخريّته السوداء التي تفضح الواقع المرير.
ورغم محاولات كتاب القصة القصيرة جدا هذه في أن يقدموها كنوع أدبي جديد ، إلا أن محاولاتهم قوبلت بردود فعل عديدة من قبل النقاد تحمل في طياتها التهكم والسخرية، فنرى البعض أطلق على كتاباتهم ومضة، والآخر أطلق عليها لمحة، والآخر أطلق عليها طرفة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أثار جدلا واسعا حول هويتها من جهة، وحول أحقيتها في الحياة من جهة أخرى، وهو ما لم يتعرض له أي من الأنواع الأدبية الأخرى التي فرضت نفسها في حيز الوجود، فنجد القصة القصيرة ثارت على الرواية، و أعلنت الانفصال محققة نجاحات لا تعد ولا تحصى .
للنقد أسباب
و أرجع بعض النقاد نقدهم اللاذع لهذا النوع القصصي لعدد من الأسباب، منها:
- تحرره من بعض عناصر السرد كالزمان والمكان، والبعض الآخر أرجع نقده إلى تكثيفها للصور والمشاهد، لدرجة تقربها من الغموض، والبعض الآخر انتقدها، لأنها تدور حول حدث واحد وحبكة درامية واحدة،
في حين رأى البعض الآخر أن توافر عناصر- مثل الحكاية كأن تحكي حكاية تماما كالرواية و القصة القصيرة و المسرحية و المقامة و النادرة و...
- الشخصية : فلا قصة بدون شخصيات تُنجِز الحدث و تشكّل جوهر السرد الأساس
- الوحدة : أي الإضاءة على حدث واحد بعينه مصاغًا في حبكة واحدة تُبدي وضوحها للعيان لأن تنوّع الأحداث يستدعي تشابكها و يؤدي إلى تعدد الحبكات و العقد التي تقود إلى أكثر من احتمال و إلى تكرار الأفكار في معظم الأحيان ما يرمي بالقصة إلى هاوية الترهل و الذبول .
- التكثيف المقصود : و هو الهوية الأبرز التي تحملها القصة القصيرة جدا و هو يعتمد على ضغط الصور و الرؤى بشكل موجز مختصر يحافظ على جوهرها بكل مكوّناته دون شرح أو تفصيل على مقاسها تماما ودون تطويل مملّ أو إيجاز مُخلّ . وهذا الشرط هو الأصعب بين عناصرها لأنه يحتاج إلى الموهبة المبدعة و الثقافة و القدرات اللغوية والتركيز الذهني الشديد و هذه شروط تبدو تعجيزية يجفل منها الكتّاب فيديرون ظهورهم للقصة القصيرة جدا منصرفين إلى مجال إبداعهم الأساس .
- المفارقة : و هي عنصر جوهري لأنها تتمحور حول تقنية تفريغ الذروة و صدم القاريء بما لا يتوقّع
- انتشار الجمل الفعلية بشكل لافت ؛لأنها في إيحاءاتها الدلالية تشير إلى الحركة و الحالة و هما شرطان لازمان من شروط السرد
- العنوان : وهو رغم أهميته في النصوص على اختلاف أنواعها فإنه في القصة القصيرة جدا يجب أن يختار بدقة لأنه يلعب دورا حاسما مضيئا على المضمون شاحنا للرؤى و الدلالات .
- يجعل هذا النوع من القصص القصيرة جدا تزدان بعناصرها، لتجد نفسها الأقدر على ملامسة المواضيع الحساسة، كالعولمة و صراع الحضارات و الديمقراطية و الدكتاتورية و قضايا الإنسان العادلة و الإرهاب في أسلوب يتوخّى التلميح مستغنيا به عن التصريح. .
تجارب خجولة
والجدير بالذكر أن هذا النوع الأدبي الجديد له أنصاره و مؤيدوه المدافعون عنه، إلا أن تجارب الكتّاب و المبدعين ما زالت خجولة في ارتياد هذا الفنّ النثري الجديد، و هي لا تكفي بضآلتها الحالية لتشكيل نظرة نقدية وافية ومحددة حولها، ما يجعل التسرّع في الحكم عليها أقرب إلى النقض منه إلى النقد .
منقووول للاستفادة
كاكة ((عباس)) مراقب العام
حالة المزاج : الـجـــنـــســـ : عدد المساهمات : 742
موضوع: رد: القصة القصيرة.. مالها وماعليها.. السبت يوليو 03, 2010 11:14 am